السبت، 22 يناير 2011

لوجس هوب

سفينة “لوجوس” في عُمان: هل يمول الخليج حملات التنصير؟ ج 2
تناول تحقيق المدونة في الجزء الأول خبر رسو سفينة للتنصير تدعى “لوجوس هوب Logos Hope) في ميناء مسقط وصلالة بسلطنة عمان خلال الأيام الماضية وحتى الأمس عندما أبحرت السفينة إلى وجهة أخرى.
وقد أشرنا إلى محاولات اعلامية عمانية وعربية للتعتيم على حقيقة هذه السفينة والتي تم الترويج لها عُمانياً وعربياً على أنها “أكبر معرض عائم للكتاب”، وأنها تهدف إلى  “نشر الثقافة والتقارب بين شعوب العالم”، وأنها “تقوم بمهمة نادرة من أجل تعزيز التبادل الثقافي”، بحسب ما جاء في تلك الدعاية المضللة.
وقد تضمن الجزء الأول شهادات عدد من الأشقاء في عُمان ممن زاروا السفينة وطالعوا عدداً من كتبها وبرامجها “الثقافية” مؤكدين أنها تنصيرية من الغلاف للغلاف، ومحذرين من المطبوعات الموجهة لصغار السن والشباب باللغة العربية وغيرها ومنها ما يوزع بالمجان.
وفي ختام التدوينة السابقة أشرت إلى اسم السفينة الذي يدل على حقيقتها وهويتها التنصيرية، إذ أنه يعني: “الرجاء في الاله المتجسد في شخص المسيح، ابن الله“، والعياذ بالله من قولهم. وهو بالفعل ما أكدت عليه مطويات السفينة التعريفية وموقعها على شبكة الانترنت.

سفينة لوجوس للتنصير في الخليج
سفينة لوجوس للتنصير في الخليج

أما في هذا الجزء الثاني فنسلط الضوء على تجارب وشهادات مماثلة، من أجل التأكيد على حقيقة هذه الباخرة وأنها ليست كما تقدم لنا في الصحف العمانية وغيرها من صحف عربية و خليجية حيث ترسو هذه السفينة وأخواتها فيما عدا المملكة العربية السعودية، ولله الحمد.
وقبل الدخول في التفاصيل، أريد أن أؤكد أنه قد سبق وأجريت تحقيقاً ميدانياً مصوراً على متن هذه السفينة لما رست في ميناء مدينة ديربان بـ جمهورية جنوب أفريقيا (خريف 2005م)، فصعدت على متن احدى اربع سفن تابعة لذات الاسطول التنصيري وهي سفينة “دولوس” الشقيقة لسفينة “لوجوس” التي كانت ترسو في ميناء صلالة العماني حتى مساء أمس (19 يناير 2011م).
وقمت آنذاك بتصوير عناوين الكتب التنصيرية وشراء البعض بايصلات عليها شعار المنظمة والسفينة كاثبات، ومنها كتب معادية للاسلام، وكتب تدعو صراحة لتنصير المسلمين وردتهم عن دينهم، وكتب تروج لمزاعم الصهاينة عن القدس وأنها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني (!!) وكتاب يروج من وجهة نظر انجيلية أن سقوط العراق بالاحتلال الأمريكي إنما هو اتمام لنبوءات الكتاب المقدس، على حد تعبير المؤلف.
ناهيك عن مئات العناوين من كتب الأطفال ذات المحتوى التنصيري الواضح، كما أشار الأخوة العمانيون في شهاداتهم التي ضمنتها بالجزء الأول من هذا التحقيق.
ولست أزعم أنني أول من اكتشف حقيقة هذه السفينة، فقد سبقني إلى ذلك أستاذي ومعلمي الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، وهو أول من حذر منها، وكشف حقيقتها للسلطات السعودية عندما رست أول مرة في ميناء جدة والدمام ثلاث مرات بين عامي 1977 و 1978م ولم تعاود المجيء بعدها لبلاد الحرمين ولله الحمد.
كذلك أشار عدد من الباحثين في شؤون التنصير والاعلاميين المهتمين بالشأن الاسلامي إلى حقيقة هذه السفينة في كتبهم ومقالاتهم. ومن الأخوة من قام بالدخول على موقع السفينة ليكتشف ما نحن هنا بصدد الكشف عنها وبالصور لأجل الأشقاء الكرام في عُمان وبقية الدول الخليجية والعربية.
وفي هذا السياق أجد أنه ولا بد من الاشارة إلى حدث مماثل للمشهد العماني ولكن من ليبيا بالشمال الأفريقي. فقد ثار الجدل هناك خريف العام الماضي (اكتوبر 2010م) بعد اتهامات وجهت لاكاديمية الدراسات العليا بقيامها برعاية المنصرين وقيام موقع “المشهد الليبي” بنشر تقرير اخباري عنوانه: “جمعية بنت القذافي تستضيف سفينة لمنظمة تنصيرية“، كتبه الأخ ابوبلال السوكني [رابط التحقيق].
جدير بالذكر أن تلك كانت المرة الثانية، التي تدخل فيها سفينة تابعة لمنظمة تنصير إلى ليبيا، تحت رعاية جمعية بنت القذافي، حيث كانت السفينة Logos II قد زارت طرابلس وبنغازي في يناير 2007م.
فحسب ما ذكر موقع جمعية “واعتصموا الخيرية” (جمعية عيشة القذافي) فإن رحلة السفينة التنصيرية في ليبيا بدأت من ميناء الشعاب بطرابلس، حيث بقيت فيه 12 يوما، (من 20 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2010م)، ثم رست في ميناء المنطقة الحرة بمصراتة لمدة اسبوع، (من 3 إلى 10 نوفمبر 2010م)، ومن هناك انطلقت لترسو في الميناء البحري ببنغازي لمدة 10 أيام، (من 11 إلى 21 نوفمبر 2010م).
واعلنت جمعية “واعتصموا” ان زيارة السفينة ستتخللها حفلات فنية تراثية، جلسات حوارية وموائد مستديرة، ندوات علمية، استضافة أطباء، اضافة إلى زيارات لطلبة المدارس. ويرى مراقبون ان هذا البرنامج هو نموذج للعمل التنصيري، الذي يركز على الفئات الشبابية [المصدر: المشهد الليبي].
وقالت واعتصموا بأن الجهات الداعمة، هي: الهيئة العامة للسياحة والصناعات التقليدية، المؤسسة العامة للثقافة، أكاديمية الدراسات العليا، مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، والمجلس الثقافي البريطاني [المصدر السابق].
نلاحظ هنا أيضاً مشاركة المجلس الثقافي البريطاني التابع للخارجية البريطانية وسفاراتها حول العالم، كما شارك في فعالية على متن سفينة التنصير بسلطنة عمان [طالع الجزء الأول نقلاً عن الصحف العمانية].
وهنا يتضح مدى ما تحظى به سفن التنصير هذه من دعم سياسي دولي ودبلوماسي حيثما حلت وارتحلت. وهو ما نلاحظه على خلفية تورط المجلس الثقافي البريطاني وخارجية المملكة المتحدة في دعم التنصير بينما يلبسون لنا مسوح العلمانية والليبرالية!!
كما نلاحظ تورط جهات رسمية في ليبيا تماما كما تورطت جهات رسمية في سلطنة عمان (طالع الجزء الأول) ودول خليجية وعربية أخرى، ترحب بمشاريع التنصير وتشارك في فعالياتها في الوقت الذي تضيق فيه بشكل عام على مشاريع الدعوة وبرامجها تحت ذرائع مختلفة!!
ويلتفت مراسل موقع “المشهد الليبي” إلى الطبيعة التنصيرية لسفينة المنظمة النصرانية وإلى أن “بعض الصحف الليبية اشارت الى خبر استضافة جمعية عيشة القذافي للسفينة لوجوس هوب، ولكنها لم تذكر طبيعتها التبشيرية، و لا المنظمة التابعة لها” [المصدر السابق].
وهو يتطابق تماماً مع ما فعلته وكالة الأنباء العمانية وبقية الصحف في السلطنة والخليج والمنطقة العربية، فالكل تجاهل أو تغافل طبيعة هذه السفن، بل وساهم في الترويج والدعاية لها!!
وما توصل إليه مراسل المشهد الليبي متوافق تماماً مع تحقيقي الميداني على السفينة وما نشرته بمقالاتي بصحيفة البلاد سنة 2005م وما أكدت عليه للأخوة العمانيين أمس الأول:
هذه السفينة تدعى لوجوس هوب (Logos Hope)، وهي احد سفن منظمة “عملية التعبئة” (Operation Mobilisation) التنصيرية، والتي تعرف اختصارا بـOM، ولها فروع كثيرة منتشرة في ارجاء مختلفة من العالم.
و منظمة OM هذه هي احدى المنظمات المسيحية التبشيرية (التنصيرية)، التي تنتمي الى طائفة المسيحية الانجيلية، التي -حسب موسوعة ويكيبيديا- هي  حركة دينية مسيحية تتبناها جماعات من المحافظين البروتستانت، تتميز تعاليمها بالتشديد على المعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدس، الذي تعتبره المصدر الوحيد للإيمان المسيحي.
وقد أسس منظمة OM المبشر جورج فيروير (George Verwer)، في عام 1963 بالمكسيك وانتشرت بعد ذلك إلى أوروبا والهند.
وتهدف هذه المنظمة الى التبشير بالدين المسيحي الانجيلي (التنصير)، ونشره، وحسب ما تعلن هذه المنظمة فأنها تعمل في أكثر من 85 بلدا، وتستخدم السفن في تحقيق اهدافها، حيث تسعى للتعاون مع الكنائس المحلية، وتشجيع ودعم النصارى في بلدانهم، والسعي لإنشاء كنائس جديدة في البلدان التي لا يوجد فيها مسيحيين. ا. هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق