الجمعة، 15 نوفمبر 2013

حكم اكل ذبيحه تارك الصلاه

حكم أكل ذبيحة تارك الصلاة أومن يسب الدين
رقم الفتوى: 8521
الإثنين 12 ربيع الأول 1422 - 4-6-2001
السؤال
سمعت من أحد الأخوة عندنا في مصرأنه لايجوز الأكل من اللحوم التي تذبح بالمجازر وذلك لأن بعض من يعملون بهذه المجازر لايصلون أو أنهم يسبون الدين
فهل هذه الفتوي صحيحة أم هذا علي سبيل التورع أم هذا التورع منهي عنه أفتونا أثابكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن السب هو الكلام الذي يقصد به الانتقاد والاستخفاف، ولم يختلف القول في أن من ‏سب دين الله تعالى كفر، سواء كان مازحاً، أو جاداً، أو مستهزئاً، قال تعالى: ( قل أبالله ‏وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) [التوبة:65-66] وأما ‏الصلاة فلا خلاف في أن من تركها جاحداً لها يكون مرتداً، لأنها من المجمع عليه المعلوم ‏من الدين بالضرورة، وأما تاركها كسلاً ففي حكمه الخلاف المشهور، فمن العلماء من ‏قال: يقتل كفراً، ومنهم من قال: يقتل حداً، فإذا تحقق أن الذين يتولون الذكاة بهذه ‏المجزرة يسبون الدين، أو يتركون الصلاة جحوداً،‏
فلا يجوز أكل ذبيحتهم إجماعاً، لأنهم لا ملة لهم، ولا يقرون على دين انتقلوا إليه ‏لارتدادهم، حتى ولو كان دين أهل الكتاب على المشهور والراجح، وكذا إذا تركوا ‏الصلاة كسلاً، لقوة حجة القائلين بتكفير تاركها كسلاً.‏
والله أعلم.‏


فتاوى نور على الدرب 

 الفهارس > أحاديث > العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر >  حكم أكل ذبيحة تاركي الصلاة
 

س: ما حكم ذبيحة تارك الصلاة ، سواءً كان جاحدًا لوجوبها أو متكاسلاً، وأيضًا إذا علم أنه سمّى عليها أو لم يعلم ؟  

(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 192)

  ج: تارك الصلاة له حالان كما ذكرت السائلة، إن كان قد جحد وجوبها فهذا كافر بإجماع أهل العلم؛ لأنه مكذب بالله ومكذب برسوله عليه الصلاة والسلام، فقد دلّ كتاب الله عز ‏وجل في مواضع كثيرة على وجوب الصلاة ودلّت السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على وجوب الصلاة وأنها أحد أركان الإسلام الخمسة وهي الركن الأعظم للإسلام بعد الشهادتين، فمن جحد وجوبها وأنكر ذلك، فهو مرتد كافر بالإجماع، إذا كان ينتسب للإسلام، فذبيحته لا تحلّ كذبيحة المشركين بل أعظم؛ لأن المرتد أشد كفرًا من المشرك الأصلي، وإذا كانت ذبيحة الكافر الأصلي لا تباح، فالمرتد من باب أولى، وإنما تباح ذبيحة أهل الكتاب خاصة إذا ذبحوها على الوجه الشرعي، وهم اليهود والنصارى ، أمّا الذى تركها تكاسلاّ، فهذا اختلف فيه العلماء: منهم من قال : إنه كافر كفرًا أكبر، ومنهم من قال: إنه كفر دون كفر، فمن قال : إن كفره كفر دون كفر، هذا يبيح ذبيحته، كما تباح ذبيحة الزاني والسارق وشارب الخمر إذا كان لم يستحلّ ذلك، بل فعله وهو يعلم أنها معاص، وأنّها منكر، والقول الثاني : أنه كافر كفرًا أكبر، كما تقدم وهذا هو القول الأرجح، هذا كفره كفر أكبر، كالجاحد؛ لقول 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 193)

  ‏النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :  العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر  خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه، ولما رواه مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  بين الرجل وبين الكفر والشرك، ترك الصلاة  ولم يحدد أطراف ذلك وعلى هذا لا تباح ذبيحته أيضًا؛ لأنه كافر وثنيّ، من جنس الوثني، بل أعظم؛ لأنه مرتد، نسأل الله العافية . 
‏ س: ما حكم أكل ذبيحة من لا يصلي أو الذي تشكّ هل يصلي أم لا، وكيف نتصرف معهم إذا دعينا إلى ذبائحهم أكثر من مرة؟ 
ج: من يدعي الإسلام تؤكل ذبيحته ومن هو غير معروف بالإسلام، لكنه يسمّى بالإسلام وينتسب إلى الإسلام، ما عرفت عنه مكفَّرًا، تؤكل ذبيحته، أمّا من عُرف أنه لا يصلي، فلا تؤكل ذبيحته ولا تجاب دعوته، بل يُهْجَر حتى يتوب إلى الله عز وجل وإذا كنت تَشُك، فالأصل أنه يصلي، هذا هو الأصل في المسلم فذبيحته حلال ما دمت تَشُكُّ في 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 194)

  ذلك، أمّا إذا علمت يقيناً أنّه لا يصَلّي، فإنه يستحق الهجر ولا تؤكل ذبيحته، ولا تجاب دعوته بل يجب على ولي الأمر أن يَسْتَتيبه فإن تاب وإلا قتل كافرًا، نسأل الله العافية، إذا رفع الأمر إلى ولي الأمر أو إلى محكمة يجب أن يستتاب، فإن تاب وصَلّى وإلا يجب قتله مرتدًا، نسأل ‏الله العافية؛ لقول الله جل وعلا :  فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ  فدل على أن من لم يَتُبْ من الشرك لا يخلى سبيله، وهكذا من لم يتب من ترك الصلاة لا يخلى سبيله، وهكذا من ترك الزكاة لا يخلى سبيله، بل يُطالب، لكن من ترك الصلاة يقتل كافرًا، أمّا من ترك الزكاة يُطالب، يجبر بإخراج الزكاة ولا يكفر بذلك؛ لأدلة أخرى وهكذا من استمر على الشرك يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدًا، نسأل الله العافية، ولما ارتد العرب في عهد الصديق رضي الله عنه، قاتلهم حتى رجع من رجع للإسلام وحتى قُتِل مَنْ قُتِل على الردة، فالمرتد الذي يدعي الإسلام، يترك توحيد الله أو الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو يترك الصلاة، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرًا، أمّا من ترك الزكاة فإن قاتل دونها يقاتل أيضًا ويكون كافرًا إذا قاتل دونها، فإنّ قتاله 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 195)

  ‏دون الزكاة دليل على كفره وإنكاره وجوبها، أمّا إذا لم يسلمها ولكن ما جحد وجوبها ولا قاتل دونها، فإنه يُجْبَرُ عليها، تؤخذ منه ويجبر عليها ويكون عاصيًا بذلك وأمره إلى الله جل وعلا إن مات على ذلك وإن تاب تاب الله عليه؛ لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  يوم القيامة يؤتى بالرجل الذي لا يؤدي الزكاة فيعذب بماله الذي بخل به لم يؤد زكاته ويعذب بإبله وبقره وغنمه التى لم يزكها ثم يرى سبيله بعد هذا، إمّا إلى الجنة وإمّا إلى النار  فدل على أنه لا يكفر بذلك إذا جحد وجوبها، بل هو معرض لدخول النار، لكن من قاتل دونها فقد قاتلهم الصحابة، الصديق والصحابة قاتلوهم قتال المرتدين؛ لأن قتالهم دون الزكاة دليل إنكارهم لها وإنكارهم لوجوبها؛ ولهذا عوملوا معاملة الكفار، نسأل الله العافية. 
‏ س: إذا كان الجزار لا يصلي ولا يصوم ، كيف يكون التعامل معه شرعًا ؟ 
ج: من كان لا يصلي ولا يصوم لا يُجْعل جزارًا ولا تُشْترى منه الذبيحة ويمنع من الجزارة وعلى ولاة الأمور أن يمنعوه ولا يتولى الجزارة إلا 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 196)

  ‏مسلم معروف، يؤدي الصلاة ويتباعد عن كل ما يخل بدينه، هذا هو الواجب على ولاة الأمور في كل بلد وأن لا يتولى الجزارة إلا مسلم معروف بديانته وأمّانته وأدائه الصلاة، فلا يتولاها مشرك ولا يتولاها من يترك الصلاة؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء، فالواجب على ولاة الأمور في كل بلد من بلاد المسلمين أن يتحروا فيمن يتولى الجزارة أن يكون مسلمًا. 
‏ س: هل يجوز أكل ذبيحة الشخص الذي لا يصلي علمًا بأنه يذكر اسم الله عليها عند الذبح ؟ 
ج: ما دام لا يصلي، لا تؤكل ذبيحته على الصحيح؛ لأن الصحيح من أقوال العلماء أن تارك الصلاة يكون كافرًا كفرًا أكبر، فلا تحلّ ذبيحته إذا ذبحها بيده ولو سمى؛ لأنه يعتبر مرتدًا عن الإسلام، نسأل الله العافية، والله إنما أباح ذبيحة أهل الكتاب ، من اليهود والنصارى ؛ لأنهم عندهم أصل دين لكنهم لم يتبعوا محمدًا عليه الصلاة والسلام فجعل الله لهم ميزة خاصة بإباحة ذبائحهم ونسائهم المحصنات فقط، أمّا غيرهم من الكفرة فلا تحلّ ذبيحته، لا المجوسي ولا الوثني ولا تارك الصلاة ولا 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 197)

  الذي يسب الدين ويسب الإسلام، هؤلاء لا تؤكل ذبائحهم؛ لأنهم كفار مرتدون. نسأل الله العافية. 
‏ س: عندما تذبح ذبيحة لنا، أحيانًا يذبحها إنسان لا يصلي ولكنه مسلم وقد سمعت في هذا البرنامج أن الذي لا يصلي يعتبر كافرًا، فهل عليَّ إثم إذا أكلت من لحم هذه الذبيحة ؟ 
ج: اختلف العلماء رحمة الله عليهم في الرجل الذي يدع الصلاة وهو ‏لا يجحدها ، يعلم أنها فرض وأنها واجبة عليه ولكنه يتساهل فيصلي تارة ويدع الصلاة أخرى أو لا يصلي بالكلية، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه قد أتى منكرًا عظيمًا، أعظم من الزنى وأعظم من السرقة وأعظم من العقوق، لكنه لا يكفر كفرًا أكبر، بل كفرًا أصغر، هكذا قال جمع من أهل العلم وبهذا قالوا : تحلّ ذبيحته لأنه لا يزال مسلمًا، وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك إذا ترك الصلاة عمدًا ولو لم يجحد وجوبها فإنه يكفر بذلك وهذا هو الصواب، هذا هو الحق وهذا هو المروي عن الصحابة رضي الله عنهم، قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل:  لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 198)

  يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة  فجعلوا ترك الصلاة كفرًا وإن لم يجحد وجوبها وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم:  العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر  ويقول عليه الصلاة والسلام:  بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة  رواه مسلم في الصحيح، والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة تدل على أن من تركها كفر وإن لم يجحد وجوبها، سواء كان رجلاً أو امرأة، وهذا هو الصواب وبهذا تكون ذبيحته غير حلّ، إذا ذبح ذبيحة تكون ذبيحته ميتة كذبيحة المجوسي وشبهه، ذبيحة اليهودي حلّ، وذبيحة النصراني حلّ؛ لأنه من أهل الكتاب ، أمّا ذبيحة الكافر بترك الصلاة أو بعبادة الأموات والاستغاثة بالأموات أو بسبّ الدين، أو بالاستهزاء بالدين، هؤلاء كفار أشد من اليهود والنصارى ، تكون ذبيحتهم غير صحيحة وغير مباحة، فينبغي الانتباه لهذا والحذر من التساهل في هذا الأمر، أمّا من جحد وجوبها، قال : ما هي بواجبة أو استهزأ بها، هذا كافر عند جميع أهل العلم، إذا جحد وجوبها واستهزأ بالمصلين ورأى أنهم ناقصو عقول 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 199)

  بأداء هذه الصلاة هذا كفر أكبر نعوذ بالله. 
‏ س: هل يجوز أكل ذبيحة تارك الصلاة ؟ 
ج: ذبيحة تارك الصلاة، من كفره حَرَّمَ ذبيحته ومن قال: إنه كفر دون كفر لم يُحَرّمْ ذبيحته والعلماء اختلفوا في ذلك، في حق من ترك الصلاة ولم يجحد وجوبها ولكن تكاسل فذهَبَ جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفرًا أكبر وهذا هو الأرجح والأقرب للدليل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :  ‏بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة  ولقوله : صلى الله عليه وسلم:  العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر 
‏ س: علمنا من حلّقات البرنامج : أن تارك الصلاة مطلقًا يعد كافرًا ‏خارجًا عن الملة، على الصحيح من الأقوال فهل يحرم علينا أكل Aمما ذبحه تارك الصلاة ؟ 
ج: نعم هذا مقتضى الحكم بتكفيره، فإن ذبيحة الكافر محرمة، إلا أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى خاصة، أمّا المرتد بترك الصلاة أو 
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 200)

  بسب الدين أو بالاستهزاء بالدين أو بجحد وجوب الصلاة أو بجحد وجوب صيام رمضان أو بغير هذا من نواقض الإسلام، هذا حكمه حكم الوثني بل أشد من الوثنيين لا تؤكل ذبيحته، إذا ذبح ذبيحة تكون حرامًا؛ لأنه مرتد ليس من جنس أهل الكتاب ، بل المرتد فوق أهل الكتاب في الكفر، فهو من جنس الوثنيين ومن جنس المجوس، لا تؤكل ذبيحته.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق